أيها العابر هاهنا ..إليك

صورتي
ظفار , سلطنة عمان, Oman
لا تغضب عندما يقول لك أحدهم أنت هامشي أو مهمش .. ألا تعلم بـأن الهامش في النص يكون بعيدا عن معمعة الحروف وتزاحمها وعن ضجيجها وتهافتها، منزويا في ركنٍ قصي أسفل الصفحة أو على أحد طرفيها، ومع ذلك لا يُغيبه القاريء بل يمر عليه لأنه مفتاح حبكة لكثير من مبهمات النص أو تذكير لما فات أو مصدر توثيق للمرجع وتحقيق للمعلومة... عش حياتك من منطلق الهامش ..شبه منزوي عن النص ولكن وجودك ضروري..فـ الحياة رغم كِبر حجمها (كالنص مع تعقيداته) إلا أنها بسيطة في فكرتها (كالهامش).. "عشها على ببساطتها وليس على حجمها واتساعها"

السبت، 29 ديسمبر 2012

عندما قطعنا الحشمان ..سردا


عندما قطعنا الحشمان ..سردا

قطعنا "الحشمان" ..حيث حشمة الروح والجسد ..كان للسماء فرجةٌ وحكاية، كأنه السردُ دونما تقطيع، متسلسلاً ورائعاً، بدأت الحكاية عند مقدمنا "إنه الحظ يخدمنا كعادتهِ" من بدايتها، والليل متشوقٌ لسرد حكايته هو الآخر وكأني به غير مُكترث لحكاية السماء فها هو كالمتعجل الذي يتحضرُ لحكايتهِ ومشاهدها وألفاظها.. لكن الرغبة تلبي دعوة السماء فهي التي تقدمت أولا بهدوئها المعتاد لترينا بعضا من ادق تفاصيلها.
إنها صافية حد البهاء والروعة وزُرقتها حاضرة بقوة وبعض النجوم متناثرة، متلألأة هنا وهناك رغم حضور الشمس الذي كان مُتدثراً بالحياء مما منح النجوم تلك اللمعة رغم تناثرها، في تلك اللحظات لم يتمالك الرمل نوازعه في الحديث ولم يكبح جماحه المندفع، متخطيا لهفة الليل الكاتم لرغباته وحديثة والمنتظر لدوره.

كان سرده - الرمل- به من النعومة ما يطري حواسك وما يثقل جسدك كأنك ضعف وزنك ومع ذلك روحي كانت اخف بكثير مما أشعر به من ثقل خطواتي وجسدي، كانت تغادرني الضحكات صخبا في ارجاء المكان وتملأ وجهي ابتسامة كبيرة وهم كذلك رفاقي يعيشون اللحظة ذاتها، تكاد ارواحنا تحلق... ها هي تصعد  لأعلى القمة وتارة تهبط  لأسفل القاع وما يُشعرنا بأننا لازلنا على الأرض هو حفيف الرمل الذي نلامسه طربا وحسا لم نجده الا بلحظتنا تلك، أمواج الرمل تنساب بأعجوبة من عالي المنحدر وتترقق حبيباته الحبة تلو الاخرى وتتزاحم سيلا طافيا غير مزبد نحو القاع، في حين تتسابق الواحدة قبل الأخرى أيهن تهرب مسرعة من تحت قدميك، وعيناي معلقة بأعلى الهضبة تعانق السماء.
صه ..آتية من ناحية القمر ليتوقف الرمل عن سرده فجاءة عندما انتبه للـصه تلك وقد احس بتعجله وتخطيه الدور.. واطال الصمت لعدة دقائق حتى غربت الشمس.
أقبل الليل وكأنه يمشي بعكاز يتوكأ عليه على مهله رويداً رويداً ..الظلمة يطردها ضوء القمر وينعكس ذلك الضوء على صفحة الصحراء محولاً الرملة إلى تبرٍ يتلألأ مسبكوك بخفة وهدوء بقدرة قادر "سبحانه" .. لا صوت على امتداد تلك الربوع إلا صوت انفاسنا المتخالط بأنفاس الصحراء وما تطلقهُ شِفاهنا من همس وإن كان هو بالأصل حديث ذو شجون تتخلله بعض الضحكات، وهج النار يبعث حياة أخرى يصارع البرد ويُغالبه ولكن الغَلبةَ له "أي البرد"، ونحن ملتفون حولها متقابلين نتدفأ ونصطلي بلهيبها، وعلى سفح الرمل المقابل هناك ظلالنا تأكل الرمل وتحُثه وقد تضاعف حجمها كأنها تنانين تنفث النار التي أحيت ليلنا، تمخر الساعات هذا الليل ذهابا دون رجعة كذلك البرد الذي نخر أجسادنا حتى سكنها دون جدوى لجذوة النار.. هنا عاد الرمل ليُكمل الحكاية وما كان قد تعجّل في سرده مسبقا، كان سطحه باردا وفقا للمنطق فالبرد يٌقاطعه في كل روحاتهِ واتجاهاتهِ بينما إن غاصت اقدامنا في بطنه نجدُ الدفء، فحَسيناهُ وحَسَرنا وجهه إلى جوانبه لنصل إلى دفء أحشائهِ لنتمكن من حرارته، لكنه البرد لا يُغلب كعادته هنا في الصحراء وإن غُلبَ حِيناً من الوقت يعود ليتمكن ويسكن الأضلع...

لم تنتهي حكايتي معك ..أنها طويلة مستمدة من عروقك، من أوردتك ومن نبضك الذي لا يحدهُ نبض أو اتجاه، لقد اجتزتُك قاطعا رملك بحذر وتارةً ماشيا وعابرا حاملا لعصاي التي أتوكأ عليها والقمر يناغي مسيرنا مُتسلياً بحديثٍ لا ينتهي معك يا حامد.
ذكرني بما نسيته يا حامد فإن ذاكرتي لا تتسع لكل شيء مررنا به عندما "قطعنا الحشمان"?

 



من رحلة الحشمان 26/12/2012م

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

أنتبــــه!!.. للعبور

 
ما حد يميني ..
حد يسارك انت؟!
أنتبــــه!!
يا صديقي .. للعبور
قبل ما يقطع / هــ النفس موت
ترى كل ما فيها ثانية
...
"أو حتى أقل من الثانية"
رصاصة خائنة
من يد الخسيس
ويتلوّن هـ الجدار بدمنا
أو قذيفة عابرة
من فوهة الدبابة !!
اللي يسموها حارسة

انتبه !!
للموت
ما يفيد الصوت بعد الفوت


يا صديقي..
باكر الصبح ورانا مدرسة
والعدو يزرع الجدران خوف
يكسر الرغبة بالرصاص
والحصار سجننا الأكبر
لا مناص ولا خلاص
إلا نموت

لكن عندنا فلسفة
نكبر .. نحيى .. نعيش
نحرر الأرض .. وننتصر والأقصى نقدسه
من صمود الشعب الفلسطيني
 

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

منشورات متقاطعة

1- بذخ فارغ

 
والساكنون في منافِ كبريائهمُ

لا يسمعون من الأناشيد

سوى

أنشُودة الدجلُ

وحولهم الرُعاعُ قد وجلوا

...
رياءً

والساكنون

رؤوسهم حُبلى بالأنا

لكنها / مُنكسةٌ

وجوهرها

هواء
 
***
 

2-  مزار

 
وللروح مزارٌ وأحاديث..

أتُراني ألتقي روحك وأحدثها؟!
 
 
 
***

3- كهولة

 

على غير عادتي آنا ..

لقد مرني طيفك هذا الصباح كهلا !!

 
***

4- دوران

 
رائحة الشوق ..آجدها

حين آدور عكس عقارب الساعة

بينما آجد رائحة الغربة

عندما اتجه مع العقارب..
 
***
 

5- حنين

 
مر أصغر العيدين .. ومن ثم لحقه الأكبر
وأنت تشتهي الغياب كعادتك!

وأنا أتقلب على جذوة من السؤال
أتراه جفى أم رحل ؟!

تبا للحنين ونوازعه ..
 
***
 

6- سفر"

 
ولملم روحه قبل الرحيل
تاركا أشياؤه المبعثرة
لم يكن يعلم ..
أن بعضا من روحي لملمها معه!!
تاركا لي بعضها يتأوه ..
 
***
 

7- ظل"

 
أشرقت الشمس..
وإذ بظلي يستظل بي !!
يزحف خلفي طيلة صباحه..ويسبقني أواخر النهار
بينما يختبيء تحت قدمي..عندما ينتصف

ستكون نهايته موجعة ..لأنني سأتحرر من ظلي.. لأكون رجلا بلا ظل
 
 
***
 

8- هبل"

 
عاتية ..هي رغباتك
تأتي من اللاشيء ..ومن ثم تتشكل وتتحد ..
لتصبح ثورة تتمرد
فيسقط قناع الرهبة وسور الضمير

فتنتشي اللذة وينتصب صنم الخطيئة

ومع ذلك " لن تعود يا هبل"
 
 
 
وتتقاطع الرغبة مع الرهبة .. لننشر ما بينهما
خالص تحاياي

السبت، 6 أكتوبر 2012

ماذا يخطر في بالك؟

حمأ


 وتمادى الشوق في أشواقهِ
فحنت كل جوارحي إليك
ويكأن الحنين مني يغترفُ حنينه
أي تماد هذا الذي لك..
أيها الحمأ المسنون!!


 رفقا بمن أضناه شوق شوقه!

\\\

تفاصيل

 

إن للجرحِ تفاصيلٌ من الوجعِ
لومٌ, وأعقابٌ من ذاكرة السخطِ
نسيان، وأكوابٌ من الشاي
وهمهماتٌ قد تكدَست َ
ثم نظراتٌ من الجفاء
في طيّها تقصير لا مبالي
لتُعلن الرحيل ..أنه الفِراق

...

كم هي مؤلمه!!

فـ تفاصيل الألم / موجعةَ بل هي مُفجعةَ

///

 

ليلة

 

خافتة هي الليلة .. وأنوار المصابيح داكنة
نكهتها "أي الليلة" غريبة .. بطعم حبيبات الرمل
نمنمات البعوض مزعجة .. تتصدر اللوحة
هدوء يشاغب المكان ولهفة الحديث تُسابقه
إي روح هي لك .. إيها الصلصال ؟!

 

\\\


للطُهر أرواحٌ تسكُنه

 


 

 

 

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

قصاصات مقالية

 
 
كم تعجبني مقالات الاستاذ محمد الشنقيطي ..وكم هي رائعة لغته وتحليلاته

ولكن لهذا المقال روعة  لا تباهيها روعة أخرى ولأهميته أردت أن يكون هنا .. أرجو قرأته بتمعن

كتب المفكر الجزائري مالك بن نبي في كتابه "الصراع الفكري في البلاد المُستَعمَرة" أن خبراء الإعلام والحرب النفسية في الغرب يلعبون بالجماهير المسلمة لعبة الثور الإسباني. فاللاعب الإسباني يلوّح بالقماشة الحمراء في وجه الثور، فتثور ثائرة الثور، ويبدأ في مهاجمة القماشة دون أن ينال منها، حتى تخور قواه ويسقط على الأرض. وفي الكتاب ذاته يقول مالك بن نبي إن أولئك الخبراء يطبّقون على المسلمين نظرية "الاستجابة الشرطية" التي صاغها عالم النفس الروسي إيفان بافلوف، وخلاصتها وضع الإنسان في ظروف تجعل ردوده آليةً.

فهيمنة العواطف على تفكير المسلمين اليوم، تجعل من السهل التنبؤ بنوع ردودهم على هذا الاستفزاز أو ذاك، لأنها لا تنبع في الغالب من تفكير عميق أو تخطيط مُسبق. كما تجعل من اليسير إشغالهم عن العمل المنهجي، واستنزافهم في انفعالات غاضبة تفور فجأة، ثم تذبل وتتلاشى دون أن تخدم لهم هدفا أو تحقق لهم غايةً. فحينما يكون صحفي مغمور، أو مخرج فاشلٌ، أو رسَّام لا مواهب له، قادرا على تحريك ملايين المسلمين، وتقرير موضوع خطبهم للجُمُعات القادمة، وشكل تحركهم السياسي في الشهور القادمة.. فذلك دليل دامغ على غلبة الانفعال على الفعل في مجتمعاتنا.

والمتتبع للإساءات الغربية المتكررة للإسلام، منذ آيات سلمان رشدي الشيطانية، إلى الرسوم الدانماركية القذرة، إلى الفيلم التافه الذي صدر مؤخرا بالولايات المتحدة.. يدرك دقة مالك بن نبي في تشخيصه، كما يدرك أن خبراء الإعلام والحرب النفسية لن يَعدموا مثيرا آخر يستفزون به العواطف الإسلامية الجامحة، في عملية استنزاف أبدية.

والذي يتأمل السياق الذي ظهرت فيه الاستفزازات الثلاثة -الآيات الشيطانية، والرسوم الدانماركية، والفيلم الإسرائيلي الأميركي- يدرك أن من أخرجوها صاغوها بعناية، لإحداث أقوى درجات الإثارة والاستنزاف، وزرْع أعمق العداوات بين الإسلام والمسيحية، وبين العالم العربي والغرب.

1. فسلمان رشدي كان يدرك جيدا الرد الآتي، ويسعى إلى استثارته عن سابق عمد وإصرار، فهو لم يكن بدافع الإبداع الفني، بل بدافع الإثارة السياسية. وقد نقل الدكتور عبد الوهاب الأفندي عن المفكر الراحل أدوارد سعيد قوله: "لقد كنت مدعوا على الغداء في منزل [سلمان] رشدي في لندن قبل صدور تلك الرواية [الآيات الشيطانية]. وبعد الغداء أخذَني إلى مكتبه وأخرج من أحد الأدراج مخطوطا وأراني إياه قائلاً: إن هذا سيُغضب المسلمين كثيرا".

2. واختيار الدانمارك لإخراج الرسوم -وهي الدولة الأوروبية التي يحمل علُمُها رمزَ الصليب- لم يكن محض مصادفة في اعتقادي، بل كانت غايتُه أن تظهر الجماهير المسلمة على شاشات التلفزيون وهي تحرق رمز الديانة المسيحية في كل أرجاء العالم، تعميقا للشرخ بين الإسلام والمسيحية، وتهييجا للجماهير الأوروبية ضد المسلمين المهاجرين، وتوسيعا لجبهة الحرب الدائرة اليوم بين الإسلام وأعدائه ليكون الغرب كله، بل كل مسيحيي العالم جزءا من تلك الحرب، بدلا من توجيه الجهد ضد أهل العدوان حصرا، كما يوجبه القرآن الكريم، ويقتضيه المنطق العملي السليم.

3. أما الفيلم الأخير فلا يمكن فصله عن قلق الإسرائيليين مما تدعوه مراكز البحث عندهم "تغيّر المناخ الإستراتيجي" في المحيط العربي، وأسفِهم العميق على ما فتحه الربيع العربي من آفاق مصالحة تاريخية بين الغرب والشعوب العربية. فلم يُرعب رعاة المشروع الصهيوني في الأعوام الأخيرة أكثرُ من تحرر إرادة الشعوب العربية من نير الطغاة، ورؤيتهم الغربَ -الذي ظل عقودا يحمي عروش الاستبداد- وهو يقاتل ضد الهالك القذافي في ليبيا، ويضغط على الجزار بشار، ويسلِّم بسقوط أقرب الطغاة إليه، من أمثال حسني مبارك، الذي عدَّه الإسرائيليون كنزا إستراتيجيا لا يُقدَّر بثمن.
ولا ننسى كذلك -ونحن نتتبع دلالة السياق الزماني والمكاني لهذه الإساءات المتكررة- أن هذا الفيلم الرديء خرج إلى الوجود منذ حوالي عام تقريبا، لكن الترويج الإعلامي له تأخر كثيرا، ليتزامن مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر، ومع زيارة البابا للمشرق العربي.
إن الاستفزاز الحالي ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من استفزازاتٍ سابقة، وأخرى آتيةٍ قد تكون أشد إيلاما وأعمق أثرا، خصوصا إذا أعان المسلمون هذه الاستفزازات على النجاح بردود انفعالية مغالية، تروّج لها أكثر مما تكبِتها. فحريٌّ بالمسلمين اليوم أن يدركوا أن الاستئسار للحروب الاستنزافية والمعارك الجانبية لا ينصر رسولا ولا رسالة، بل هو تنفيذ لخطط الأعداء بحسن نية وبلاهة. فمنذ نشر سفاهات سلمان رشدي في الثمانينيات، ونحن نخضع لنفس المثيرات، ونردُّ بنفس الردود. وتكفي ثلاثة عقود لتطوير منهج جديد في التفكير والعمل يخدم أمّتنا وعقيدتنا.
وفيما يلي بضع ملاحظات أرجو أن تدفع آخرين إلى التأمل بشكل أعمق في هذا المضمار:

أولا: أتمنى أن يسأل كل منا نفسه: ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فاعلا في هذه الحالة؟ ثم نفكّر مليًّا في الإجابة قبل تبنِّي أي رد قد يتحول موبقةً شرعيةً وكارثةً سياسيةً، مثل قتل السفراء الذين يحرِّم الإسلام وتمنع مكارمُ العرب قتلهم، أو حرق الممتلكات العامة والخاصة، أو ضعضعة السِّلم الأهلي في لحظات تحوُّلٍ حرجة.

لقد أسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته مرارًا، وتعرَّض للسب والبهتان تكرارًا، فكان دائم العفو مُعْرضا عن الجاهلين، كما كان دائم النظر في العواقب، مراعيا للمآلات والمصائر. كل ذلك انسجاما مع التوجيه القرآني: "خُذ العَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُُرْفِ وأَعْرِضْْ عَن الْجَاهِلِينَ". وفي هذا السياق يَحُسن رفعُ لبس شائع لدى بعض المسلمين، وهو تأويلهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف وأمثاله ممن كانوا يتآمرون لقتله، ويخططون لحربه، ويعبئون لها بالدعاية شعرا ونثرا، على أنه أمرٌ بقتل كل من أساء إساءة لفظية لشخص النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذا الفهم الخاطئ يتجاهل عشرات الحالات من الإساءات التي تعرَّض لها النبي صلى الله عليه وسلم على ألسنة المشركين والمنافقين واليهود، بل على ألسنة بعض جهَلة الأعراب من المسلمين، ممن لم يدخل الإيمان في قلوبهم.. ولم يكن رده عليها سوى الصبر الجميل والصفح الكريم.

ثانيا: إن المنطقة العربية تمرُّ بمرحلة في غاية الحرج، هي فيها أحوجُ ما تكون إلى المصالحة مع الذات ومع العالم.. وأقلُّ ما تحتاجه منطقتنا أن يتفهَّم العالم حاجةَ شعوبنا إلى الديمقراطية ونبلَ جهادها من أجل الحرية، وأن تدعم دول العالم المؤثِّرة شعوبَنا ضد الطغاة. والدول الغربية التي تملك أكبر النفوذ في منطقتنا وفي العالم هي أول من نحتاج المصالحة معها في هذه الظروف، إذا أردنا إيصال الربيع العربي إلى ثمراته الطيبة بأقل كلفة من الدماء والأموال.

ويقتضي منطقُ المصالحة أن لا ندَع أصوات الاستفزاز وزراعة الفتنة تعبث بالعلاقات بين شعوبنا وبين الشعوب الغربية، وهي علاقات نقلها الربيع العربي لأول مرة في العصر الحديث من مرحلة التبعية إلى مرحلة النِّدِّية. والأهم من ذلك أن لا نعبث بالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين داخل المجتمعات العربية.

فهل يدرك المحتجون ما الذي يعنيه هجومُهم على السفارات الأميركية والأوروبية من تجييشٍ للرأي العام الغربي ضد الثورات العربية؟ وهل يفهمون ما يترتب على ذلك من تعويق انتصار الثورة السورية التي تخوض ملحمة مجيدة تتوقف عليها مصائر المنطقة؟
وهل يدرون ما يترتب على أفعالهم من التشويش على الانتقال من دولة الاستبداد والفساد إلى دولة العدل والحرية في ليبيا وتونس ومصر واليمن؟!

ثالثا: إن العمل المنهجي الدائم، المدرك لغاياته، المنتقي لآلياته، هو ما نحتاجه اليوم، لا الفورات الانفعالية العابرة التي تُفسد أكثر مما تصلح، وتضرّ أكثر مما تنفع.. وقد آن الأوان للتفكير في إستراتيجية للتعامل مع الإساءة إلى الإسلام، تتأسس على الفعل المنهجي، لا على الانفعال العاطفي.

وبالتفكير المنهجي سنجد أن أحسن رد على هذه الاستفزازات الفجَّة هو تجاهلُها، وأن الرد الصاخب عليها ترويجٌ مجاني لها، وإساءة إلى الذات قبل الغير. وقد أدرك علماء الإسلام منذ قرون خلت حكمة التجاهل للمستفِزّ الساعي إلى الدعاية الفجَّة، فقد ورد في مقدمة صحيح الإمام مسلم أن "الإعراض عن القول المطروح أحْرَى لإماتته وإخمال ذِكْر قائله، وأجدرُ ألا يكون ذلك تنبيهًا للجُهَّال عليه".

لقد حقّقنا لمخرج الفيلم الحقير بغيته من الشهرة، وحققنا لمموِّليه بغيتهم من التشهير بأنفسنا، ورفْع الأسوار بيننا وبين بقية البشرية، ثم أزهقنا أرواح إخواننا في اليمن والسودان وتونس ومصر، وأرواح ضيوفنا من الدبلوماسيين في ليبيا، ودمرنا أملاك مواطنينا المساكين وسياراتهم، وشوهنا سمعة ديننا ومجتمعاتنا، وشوشْنا على مستقبل ثوراتنا وسعيِنا إلى الحرية.. فأي نصرة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذه التي يكون هذا حصادها؟! من المفهوم أن يسيء إلينا عدوٌّ مجاهر بالعداوة، أما ما ليس مفهوما فهو أن نسيء إلى أنفسنا في ردودنا عليه.

ثمة طرائق مثمرة للرد على هذا الفيلم الرديء، منها تجاهله تماما فلا يُلقِي له أحد بالا، فيموتُ منتجوه وممولوه غيظًا، وتموت الفكرة الرديئة التي يحملها، كما كان علماؤنا يميتون البدعة بالسكوت عنها. ومنها الملاحقة القانونية الهادئة لمنتجه ومموليه، يقوم بها مواطنون عرب ومسلمون في الولايات المتحدة، أو تتولاها منظمة التعاون الإسلامي. وأقل ما في هذا المنحى -إن لم يكسب القضية قانونيا- أن يستنزف المستفزِّين في وقتهم ومالهم، ويردع غيرهم عن سلوك ذلك الطريق الباهظ التكاليف.

حينما قرر تيري جونز حرق المصحف الشريف، قرّر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) الرد بتوزيع مليون نسخة من ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، بدلا من الانشغال بالشد والجذب مع متعصب أهبلَ يبحث عن الشهرة بالتشهير. فانْحُوا ذلك النحوَ أيها العقلاء.

إن الإسلاميين الذين حملهم الربيع العربي إلى السلطة والتصدر يتحملون المسؤولية الكبرى في قيادة جماهير أمتنا إلى الفعل المنهجي، بدلا من اتباعها في غرائزها الانفعالية. فإذا كانت الديماغوجية والمزايدة السياسية مفهومةً ممن يعارض السلطة ويناكفها، فليستا مقبولتين ممن يتحمل المسؤولية، ويتصدر لصناعة القرار وبناء المستقبل. إن خبراء الإعلام والحرب النفسية لن يَعدموا مثيرًا يستثيرون به العواطف الإسلامية الجامحة في حرب استنزاف أبدية. فهل نظل خاضعين لمَنْطِقهم، أم نسيرُ حسب مَنطِقنا؟!
.....

السبت، 1 سبتمبر 2012

قابل للنشر


مخترعو الطيران
لا يجدون ما يلبسونه ..فقرا
لكن صوت ضحكاتهم يملأ الغابات
 وأقدامهم لا تلامس الارض.. بل يطيرون فرحا
 
شقلبة
فن الشقلبة ..تحية لمن أورد مقاله ذات يومٍ عن الشقلبة
 
جدارية ..
جذور شجرة "الطيق"
تتمازج مع تدرجات ألوان الجدار
هجروك أيها البيت أصحابك آنس وحشتك هذا الذي اعتلاك
 


وتبا للعائدة معك
 
عندما تعود .. أحسُ [بالكآبة] !!
واذ بي اسقطُ عمدا من قائمة مستقبليك!

عودا حميدا رغم [كآبتك] 

 

 


الثلاثاء، 12 يونيو 2012

تدرُجــــات


تنظير ..

جميعنا منظرون وفلاسفة في التنظير ولكن لا يوجد بيننا شخص واحد عملي لذا نظل في نفس النقطة دون حراك!
فقط أصواتنا هي التي تغادرنا وتتلاشى !!   





صراع..

تجده وكأن الخير قد تلبس هيئته،وتارة أخرى تجده الشيطان ذاته. 
 




الموت للشجعان ..

يطلقون النار على كل شيء .. انهم لا يخافون!!
لكنهم خسروا الحرب رغم بسالتهم ..
والموت كان ثمنا لعدم خوفهم
 




 

مدمنون ..

تعاطوا السب .. لدرجة أننا أدمنا التغاضي والصفحُ
تعاطوا النشر والفضح .. فأدمنا الستر والنُصح
تعاطوا ما شئتم .. بالتأكيد سُندمنه
    





شجرة النار ..

أنا : حالت مسافات البعد دون احتفالنا بشجرتكم
هو: إذن تأتيك بريديا 
أنا : رائع ، هذا بريدي الالكتروني
هو: لا .. بل أريده صندوقا لتتلمسها بيديك


بعد يومين نبتت شجرة النار في صندوق بريدي






بسمات الوطن .. 

تتوالى الـ بسمات، بسمة هنا (: وبسمة هناك (:
ولكن احدهم حاول التلفط بها كـ عبارة: بسسس مات الوطن
 






عجوز ..

تجاعيد وجهه غدت شوارع للسنين مليئة بتقاطعات الموت ، الكابة ، التعب ، الخوف ، اليأس والألم ... وهناك فسحة أمل وفرح كــــ إشارات ضوئية معطلة في أغلب تلك التقاطعات والشوارع